قال مسؤولون في البيت الأبيض لموقع "أكسيوس"، الأحد، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "خرج عن السيطرة" و"يتصرف كمجنون" وكـ"طفل"، محذرين من أن صبر ترامب يوشك أن ينفد.
وأوضح مسؤول في البيت الأبيض أن "بيبي (نتنياهو) تصرف كمجنون. يقصف كل شيء طوال الوقت. هذا قد يقوض ما يحاول ترامب تحقيقه".
وقال مسؤول أميركي إن الشكوك تزايدت داخل إدارة ترامب تجاه نتنياهو، ويشعرون بأنه متهور ومستعد لاستخدام القوة ويتسبب في الكثير من الفوضى. وأضاف: "أحيانا يصبح نتنياهو مثل طفل يرفض أن يطيع".
وقال 6 مسؤولين أميركيين لـ"أكسيوس" إنه رغم التوصل إلى وقف إطلاق النار في سوريا، بوساطة أميركية، الجمعة، فإن القلق ازداد في البيت الأبيض من نتنياهو وسياسته الإقليمية.
قصف سوريا وموقف ترامب
وأشار الموقع إلى أن ترامب امتنع عن انتقاد نتنياهو علنا، وليس من الواضح ما إذا كان يشارك مستشاريه شعور الإحباط من نتنياهو، أو قلقهم بشأن تصرفات إسرائيل في سوريا.
وبخصوص القصف الإسرائيلي لسوريا، قال مسؤول أميركي: "قصف سوريا فاجأ الرئيس والبيت الأبيض. الرئيس لا يحب أن يشاهد في التلفاز قصف دولة يسعى لتحقيق السلام فيها وأعلن عن مبادرة ضخمة لإعادة إعمارها".
وذكر الموقع أن وزير الخارجية مارك روبيو طلب من نتنياهو وقف القصف يوم الأربعاء، وقد وافق نتنياهو مقابل انسحاب الجيش السوري من السويداء.
غضب من نتنياهو
وأوضح "أكسيوس" أن مسؤولين كبارا في البيت الأبيض تقدموا بشكاوى مباشرة إلى ترامب بشأن نتنياهو.
وكان المبعوث الأميركي إلى سوريا توماس براك، والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، من بين المسؤولين الذين اشتكوا من تصرفات نتنياهو، حسب مسؤول أميركي.
وقال موقع "أكسيوس" إن البيت الأبيض يعتقد بشكل عام أن نتنياهو بادر إلى قصف سوريا بسبب ضغوط داخلية من الأقلية الدرزية في إسرائيل واعتبارات سياسية أخرى.
وقال مسؤول أميركي: "أجندة بيبي (نتنياهو) السياسية تغلب عليه. وسيكون ذلك خطأ كبيرا له على المدى الطويل".
وأضاف مسؤول آخر أن الإسرائيليين لا يدركون مقدار الضرر الذي ألحقوه بمكانتهم في البيت الأبيض خلال الأسبوع الماضي.
مبررات إسرائيل
وعلى الجانب الآخر، عبر الإسرائيليون عن دهشتهم من رد واشنطن على التدخلات الإسرائيلية في سوريا، وفقا لـ"أكسيوس".
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع إن ترامب شجع نتنياهو في الأسابيع الأولى من ولايته على السيطرة على أجزاء من سوريا، ولم يبد أي قلق من تدخلات إسرائيل في البلاد.
وأكد المسؤول أن إسرائيل تدخلت فقط بعد أن أظهرت استخباراتهم أن الحكومة السورية كانت تشن هجمات ضد الدروز. ونفى وجود اعتبارات سياسية داخلية.
وقال المسؤول الإسرائيلي: "الولايات المتحدة تريد الحفاظ على استقرار الحكومة السورية الجديدة ولا تفهم سبب قصفنا في سوريا بسبب هجمات على مجتمع الدروز هناك. حاولنا أن نشرح لهم أن هذا التزامنا تجاه مجتمع الدروز في إسرائيل".
بالمقابل، قال مسؤول أمريكي كبير إنه لا ينبغي لإسرائيل أن تقرر ما إذا كانت الحكومة السورية يمكنها ممارسة سيادتها على مواطنيها وأراضيها.
وأضاف: "السياسة الإسرائيلية الحالية ستؤدي إلى سوريا غير مستقرة. كل من مجتمع الدروز وإسرائيل سيخسران في هذا السيناريو".